اخبارنا // يوم دراسي للقوس ورابطة السيكولوجيّين

يوم دراسي للقوس ورابطة السيكولوجيّين

نظّم "القوس" للتعدديّة الجنسيّة والجندريّة بالتعاون مع رابطة السيكولوجيين العرب، في الناصرة، يوم الجمعة الماضي 27 آذار يومًا دراسيًّا بعنوان "الأبعاد الجندريّة والجنسيّة في العلاج النفسي"، وذلك كجزء من مشروع بادرت اليه جمعية القوس قبل عامين والذي يسعى الى دمج الأخصائيين/ن النفسيين/ات والمعالجين/ات الفلسطينيين في العمل على قضايا تتعلّق بالجنسانيّة، الهُويّة الجنسيّة، الميول الجنسيّة والنّوع الاجتماعي، وظهورها وأبعادها في العلاج النفسي على شتّى أشكاله.

افتُتِحَ اليوم الدّراسيّ بكلمة افتتاحيّة رحَّبَ بها القائمون على تنظيم اللقاء من القوس ورابطة السيكولوجيّين بالحضور الّذي شكّل الأخصّائيّون والعاملون في الحقل النفسي والاجتماعي غالبيته، حتى مَن هم خارج المجموعة، حيث شارك في اللقاء مجموعة أخصّائيّين من مناطق مختلفة في البلاد ومن مراكز علاجيّة مختلفة. تحدّثت عن رابطة السيكولوجيّين منى شيمي الّتي تطرّقت في كلمتها إلى أهميّة التعاون بين القوس والرابطة. ثمّ تحدّثت مايا ربيع عن مجموعة الأخصّائيّين وقد تطرّقت إلى المبادرة لتنظيم اليوم الدراسي والتحدّيات الّتي واجهتهم بعدم تأطير اللقاء تحت عناوين تقليديّة ومفاهيم سائدة خاطئة كـ "علاج المثليين"، بل طرح مفهوم الجنسانيّة والجندر وعن "الوعي" الّذي يتوجّب توفّره لدى المعالج بشكل خاصّ.

أنظمة القَمع والرّقابة ومركّبات الهويّةالجنسيّة
المداخلة الأولى كانت لـ حنين معيكي، مديرة القوس،والّتي قدّمت محاضرة بعنوان "مصطلحات ومفاهيم أساسيّة في التعدّديّة الجنسيّة والجندريّة"، عرضت من خلالها نظرة تاريخيّة مختصَرَة عن أنظمة القمع والرّقابة على الجنسانية والجسد ودور المؤسَّسَة الطبيّة، وخاصة الطبّ النفسيّ، والشكل الحالي لهذه الأنظمة في سياقنا الحاليّ. بالإضافة إلى ذلك، تطرَّقتِ المحاضرة إلى عرض مركّبات الهُويّة الجنسية وربطها مع التعددية الجنسية والجندرية كما تظهر في المركبات المختلفة (جنس بيولوجي، نوع اجتماعي، ميول جنسية، هوية جندرية وسلوك جنسي) وليس فقط في الميول الجنسية والعاطفية.

طوني و "منى": بين الذّكر والأنثى والتقسيم المجتمعي الفقرة الثّانية تخلّلها عرض دُمى، والّذي قدَّمه الأخصّائي والمعالج النفسي طوني حدّاد، عرض من خلاله تجربة الأفراد الّذين يعيشون في الخفاء في ظلّ القمع والظروف الاجتماعيّة الّتي تخلق مناخًا يفرض على أفراد المجتمع التكيّف وفقه. كان العرضُ حوارًا بين "طوني" و الدّمية "منى" الّذين تطرّقا إلى التقسيمات الّتي خلقها المجتمع لتكون صفات ومسمّيات ملصَقة بأفراد وفئات من المجتمع مثل: "رجل" - "امرأة"، "ذكر"-"أنثى"، "مغاير"-"مغايرة" الخ من العبارات المكرّرة.

الأبعاد الجندرية والجنسية في العلاج النفسي
تحت عنوان: "الأبعاد الجندرية والجنسية في العلاج النفسي" عُقِدَت الجلسة الثّانية من اللقاء بعد الاستراحة، والتي أدراها المستشار النّفسي والإعلامي مصطفى شلاعطة، بمشاركة العامل الاجتماعي والمعالج النّفسي طوني حدّاد، العامل الاجتماعي محمد عبد الحليم وأخصّائيّة العلاج النّفسي بالحركة نسرين جبارة.

المداخلة الأولى في القسم الثّاني قدّمها طوني حداد والّذي استهلّها بموجز تاريخيّ عن موقف نظريّات التحليل النفسي من البُعد الجندري في العلاج النفسي، ثمّ السيرورة التاريخية لبدء استعمال الجندر في علم النفس ودَور النظريّات النِّسوية في ذلك، ومن ثم تطرق إلى سيرورة الاختيار اللاواعي للمعالج، وتأثير البنيويّة الجندرية على ذلك. ثم أسهب في الحديث حول البعد الجندري كالحاضر الغائب في العلاج، ووعينا به.

وقد تطرّق حدّاد إلى الفجوات في الاستعراض الجندري لدى المُعالَجين من حيث الفجوة ما بين الجندر والاستعراض الجندري لدى الرجال و/أو لدى النساء او ما بينهما. واختُتِمت المحاضرة بحديث حول السيرورة العلاجية من قبل المعالج/ة نفسه/ا ومدى وعيه به، بالإضافة إلى طرح موضوع تفكيك الهوية الجندرية في العلاج ومسألة الحوار مع الذات والتحدّيات.

مراحل تشكيل الهويّة المثليّة
المداخلة الثّانية كانت للعامل الاجتماعي محمّد حليم والّذي استهلَّها بالتنويه حول عدم وجود نموذج يشرح تطوّر الهوية الغيريّة، وان هذا ليس محض صدفة، في إشارة إلى عدم الوقوع في "فخ" دراسة المثليين على أنهم "الآخر". مشيرًا حليم إلى أنه على الرغم من ذلك التحفّظ ،إلا أنّ الهدف من عرض هذا النموذج هو مساعدة المهنيّين على فهم السيرورة التي قد يمرّ بها الشخص والدعم الذي يجب تقديمه في كل مرحلة.

تطرّق حليم كذلك إلى نظريات مراحل تشكيل الميول الجنسية، والتي تصف المراحل المركزية لتطور الميول الجنسية والعاطفية عند المثليين والمثليات، وقام بعرض المحطات والخطوات الأساسية التي عادة ما يمرّ بها مثليون/ات، مع الأخذ بعين الاعتبار اختلاف التجربة من شخص إلى آخر. هذه النظريات تساعد على تفسير الأفكار، المشاعر، السلوكيات، ردود الفعل وحاجيات أشخاص مثليين/ات في المراحل المختلفة من التعرف على مشاعرهم، واستكشاف الميول الجنسية والعاطفية.

الجسد والنَّفْس وعلاقتهما بالجنسانيّة
تحت عنوان "الأبعاد الجنسيّة والجسديّة في العلاج" قدّمت المعالِجة نسرين جبارة لبمدلخبة الأخيرة، حيث تطرّقت إلى العلاج بالحركة، وعن توجّهات علاجيّة تدمج الجسد والنفس وتبحث في علاقتهما بالجنسانية، وعلاقة الجنسانيّة بالتصوّرالجسدي، أثارت جبارة عبر مداخلتها أفكارًا ومفاهيم غير سائدة على الرّغم من مواجهنا لها في الحيّز اليوميّ: كيف يحمل الجسدُ الجنسانيّة من خلال استراتجيات جسدية وحركية، ثمّ قدّمت الأمثلة حول ذلك، بالإضافة إلى تطرّقها إلى مسألة وأهميّة حضور الجسد في اللقاء العلاجي.

معضلات علاجيّة في قضايا التعددية الجنسية والجندرية
المحطة الأخيرة في اللقاء تخلّلتها ثلاث ورشات عمل حواريّة والتي نُظِّمَت كاستمرارية للجلسة السابقة، وهدفت إلى المساهمة في الاستكشاف والتأمُّل العلاجي في المسار الموازي بين الأخصائي/ة والمنتفِع/ة حول كل ما يتعلق بالجنسانية والهوية الجنسية والجندرية والمعضلات العلاجية التي تنعكس من هذه القضايا.

------------------
نشر الخبر في موقع صحيفة فصل المقال

photo