مقالات // كل المقالات // القوس وحالات التهديد، الابتزاز، الاعتقال: ما هو عملنا؟

القوس وحالات التهديد، الابتزاز، الاعتقال: ما هو عملنا؟

تزايد في الفترة الأخيرة عدد الأفراد المتوجهين لمؤسسة القوس بخصوص طلب المساعدة والتعاون في قضايا ابتزاز تتعلق بشكل وآخر في الهوية الجنسية والجندرية، وذلك إمّا بالفضح والتشهير من قبل مؤسسات أمنيّة أو موظّفين بداخلها، أو أفراد من مرافق حياتية مختلفة مثل: الجامعة، المدرسة، البيت، مواقع التواصل والتعارف، وغيرها. تختلف مطالب الابتزاز ما بين ممارسة الجنس بالإكراه، أو لمقابل مادي، أو غيرها من الأهداف، وتكمن خطورة هذا النّوع من العنف تجاه أشخاص يعيشون توجّهات جنسيّة وجندريّة مختلفة بالشرعيّة المجتمعيّة الواسعة الذي يحمله.

تتّسم هذه الحالات التي تصل إلى القوس بتعقيدها وتشابكها، أكثر ممّا تبدو عليه أو يتم تناقلها، وتحديدًا عند اصطدامها أو تداخلها مع المرافق الحياتية المختلفة كالعائلة والسلطات المتعددة، وممّا يزيد هذه الحالات تعقيدًا عدم وضوحها وإمكانيّة التلاعب بها من قبل الأجهزة "الأمنيّة" وحتّى القضائيّة، ما يحتّم علينا تطوير أدوات ووسائل قانونية واجتماعية ونفسية بشكلِ مستمرّ، من شأنها احتواء هذه القضايا ومعالجتها بطريقة سليمة وناجعة.

لا يمكن لنا عزل هذه القضايا عن السياق السياسي والاجتماعي الأوسع في فلسطين، وهنا نرى أهمية التعامل معها من خلال الشبكة التي تمكنّا من بنائها مؤخرًا في الضفة الغربية من مؤسسات حقوقية، وحلفاء مهنيين من شتّى المجالات، ودمجهم في صلب العمل المجتمعي كجزء من مسؤولياتنا جميعًا.

ندرك من خلال تجربتنا أنّ علاج هذه القضايا لا بدّ أن يكون بالتواصل مع الشخص بشكل مباشر لأهمية احتوائه وفهم احتياجاته، كما تعلّمنا أنّ التعامل في العلن غير مجدٍ في أغلب الحالات، بل ويعيق سيرورة الحماية للشخص المتعرّض للخطر أحيانًا، فقد يمسّ بخصوصيته ويزيد من "فضح" الشخص وعائلته بشكل أكبر.

نحاول في القوس تقديم المساعدة بأشكال مختلفة، والوصول إلى حلول عمليّة أوليّة؛ كالوصول للشخص المتضرّر وفحص احتياجاته، فحص خطورة الموقف واقتراح أماكن آمنة للتوّجه لها، أو إرشادات حول طرق التعامل مع المهددات المباشرة والآنيّة. وتتركّز المساعدات التي قد تقدّمها القوس في:

  • المساعدات النفسية الاجتماعية: تقديم دعم نفسي اجتماعي أولي لكلّ شخص يمرّ في عملية ابتزاز نظرًا لصعوبة هذه القضايا والحاجة الملحّة للتعامل مع آثارها وأبعادها. بإمكان القوس توجيه أي شخص يمر في أزمة على خلفية ابتزاز أو عنف لتدّخل نفسي أكبر وأعمق لدى مؤسسات صديقة تعمل في المجال النفسي في شتّى مناطق الضفة الغربية.

  • المساعدة القانونية: بإمكاننا لعب دور وسيط للتواصل مع مؤسسات حقوقية مختلفة في الضفة الغربية، لا سيّما فيما يتعلق بقضايا الابتزاز أو الانتهاكات من الأجهزة الأمنية. توفّر هذه المؤسّسات شخصًا مؤهلًا لأخذ الإفادات وتوثيق الانتهاك، كما للتمثيل القانوني في حال وجود محكمة، وتقديم النصائح القانونية المتخصصة، إضافة للضّغط على الأجهزة المختلفة للإفراج عن أي شخص معتقل بسبب هويّته الجنسيّة أو الجندريّة.

نهايةً، سنواصل العمل على تطوير خدمات ومشاريع للتعامل مع ظاهرة الابتزاز والانتهاكات على أساس الميول الجنسية والهوية الجندرية، بما يتلائم مع رؤية وتوجّهات القوس الاستراتيجية.

يمكن التواصل مباشرة مع القوس في حالات الانتهاكات وقضايا الابتزاز التي نتعرض لها، أو التي تصلنا من قبل صديق/ة، من خلال رقم الهاتف: 0528601566 (ممكن التواصل من خلال ال whatsapp)

**لتلقي الاستشارة والدعم حول الميول الجنسية والهوية الجندرية، الرجاء التواصل مع "الخط إصغاء ومعلومات" على هاتف رقم 0722220202 أو عبر التشات www.alkhat.org أيام الأحد والأربعاء بين الساعات 5 9 مساء.

***تعديل/إضافة بتاريخ 30.4.2018: من الجدير التنويه أنّ هدف البيان هو توضيح الخدمات النفسيّة والقانونيّة التي تقدّمها مؤسّسة القوس في السنوات الأخيرة للتعامل مع حالات الابتزاز في الضفّة الغربيّة، والتي تتلائم مع الخصوصيّة القانونيّة للمنطقة. في حالات الابتزاز التي يتعرّض لها أشخاص من مناطق فلسطينيّة أخرى (القدس، مناطق ال 48 وغزّة)، سواء من السلطات الإسرائيليّة أو من قبل معارف، أصدقاء، أو عائلات، ممكن التوجّه للقوس لفحص إمكانيّات توفير الدعم والمساعدة فيما يتلائم مع الوضع القانونيّ لتلك المنطقة.

photo