أطلقت جمعية “القوس للتعددية الجنسية والجندرية في المجتمع الفلسطيني”، الأسبوع الماضي، مشروعها الجديد “هوامش: ملتقى حول قضايا التعددية الجنسية والجندرية”.
تناول اللقاء الأول، والذي عقد في مكتب الجمعية الجديد في حيفا، موضوع “الخطاب الحقوقي في النشاط المثلي والجنساني المحلي”، وتطرق النقاش إلى إيجابيات هذا الخطاب ومحدودياته، ودور الأحزاب، والأهم من ذلك مشاكله البنيوية في سياقنا الاستعماري.
“هوامش”
ملتقى “هوامش” هو مساحة مفتوحة للآراء والتوجهات والأفكار المُختلفة، والتي تهدف إلى بلورة خطاب جنساني جديد يعمل ويتطور من خلال سِياقنا الاجتماعي والسياسي، ولا يتقوقع في الحيز المثلي فقط.
يهدف “ملتقى هوامش”، كما وصفه المنظمون، إلى “تعبئة الجزء الخالي في الخطاب السائد في التنظيم المثلي والكويري المحلي بشكل خاص، والنشاط الجنساني الأوسع بشكل عام، وذلك محاولةً لخلخلته وتوسيع نطاقه”، ويطمح المنظمون إلى استعماله “حّيزًا لتفكيك ثُنائية الهامش والمركز”، وقد شددوا على أنهم لا يعتبرون الهامش “مساحة ضيقة تعمل بعيدًا عن نواة المركز، بل (هوامش) ناتجة تراكميًّا من حالات تهميش لمواضيع عديدة – ومنها مواضيع الجنسانية – والتي تُمارس على نطاق المركز بأجمله.”
ماهية الخطاب الحقوقي والخصوصية المحلية
بدأ اللقاء الأول، والذي جمع نشطاء من خلفيات وتوجهات سياسية وجنسية مختلفة، بمداخلة قصيرة من أحد ناشطي “القوس”، تضمنت سردًا أوليًّا لماهية الخطاب الحقوقي في السياق العالمي، ومدى تأثيره على الخطاب الحقوقي المحلي. بالإضافة إلى ذلك، جرى التطرق إلى الخصوصية الاجتماعية والسياسية للسياق المحلي في الداخل الفلسطيني، لتكون الركيزة الأولى لطرح بعض الأسئلة حول ملاءمة ونجاعة هذا الخطاب داخل واقعنا السياسي والاجتماعي.
أضف على هذا، جرى طرح توجهات واستراتيجيات عمل بديلة داخل السياق المحلي والعالمي، بهدف مقارنتها بالاستراتيجية الحقوقية من جهة، ومحاولة التوفيق بين الأخيرة والبديلة من جهة أخرى.
دور الحركات السياسية والموقف من الاستعمار
تخلل القسم الثاني نقاشًا مفتوحًا حول نجاعة الخطاب الحقوقي ونضال المساواة والتقبّل في السياق المحلي الفلسطيني، والفائدة الحقيقية من وراء هذه الحقوق بالنسبة للمثليين/ ات الفلسطينيين/ ات؛ وطرحت تساؤلات عديدة حول مدى طرح مواضيع التعددية الجنسية والمثلية داخل الأحزاب والمسؤولية التي تتحملها الحركات والتيارات السياسية تجاه هذا الموضوع. تمحور قسم كبير من النقاش حول “أخلاقيات” وركائز العمل الحقوقي في السياق المثلي الفلسطيني، وأهمها: خطورة التركيز على الحقوق المثلية في ظل استعمار وقمع سياسي واجتماعي ممنهج للشعب الفلسطيني، وتجزئة النضالات، وشرعية التنظيم المثلي الفلسطيني في البرلمان الإسرائيلي في وقت يحتدم فيه النقاش حول شرعيتهِ في العمل السياسي الأوسع؛ وأخيرًا، التراجع الذي قد يؤدي إليه الخطاب الحقوقي بالتنظيم المثلي الكويري الفلسطيني المناهض للاستعمار، وتجربته الفريدة التي تعمل على نطاق فلسطين التاريخية الرافضة لمشروع التجزئة والتقسيمات الاستعمارية على شتى أشكالها.
الغسيل الوردي
تمحورت النقطة الأخيرة حول موضوع “الغسيل الوردي” (Pinkwashing)، وهي حملة إسرائيلية تستعمل الحقوق النسبية للمثليين في”إسرائيل” لإضفاء صبغة وردية تُعطي شرعية لجرائمها ضد الفلسطينيين، وتحاول تبريرها بكونها الدولة الوحيدة التي تمنح حقوقًا للمثليين في المنطقة.
تناول النقاش إمكانية استغلال الخطاب الحقوقي عند تبنيه على يد الحركة المثلية والكويرية الفلسطينية في مشروع “الغسيل الوردي”، واستعماله “ورقة توت” إضافية من المؤسسة الإسرائيلية. عبر المشاركون/ات عن الحاجة للتوسع في موضوع “الغسيل الوردي” في المستقبل ضمن هوامش أو ملتقيات أخرى.
اللقاء الثاني لـ “ملتقى هوامش” سيعقد خلال شهر شباط/ فبراير في مكتب “القوس”، شارع البنوك 2 – للاستفسار عن التاريخ ومعلومات إضافية عن “هوامش”، بالإمكان التواصل مع القوس على: [email protected] ، أو من خلال صفحة “الفيسبوك”