المقالات // "صرخة كويريّة للحريّة": تظاهرة في حيفا للمطالبة بحقوق المثليين

"صرخة كويريّة للحريّة": تظاهرة في حيفا للمطالبة بحقوق المثليين

نُشرت هذه المادة سابقًا على موقع عرب 48، لقراءة المادّة من مصدرها الأصلي انقروا هنا.


انطلقت مساء اليوم، الأربعاء، تظاهرة احتجاجية تنديدا بالإجحاف والعنف الذي يتعرض له الأشخاص ذوو التجارب الجنسية والجندرية المختلفة تحت عنوان "صرخة كويريّة للحريّة"، في ساحة الأسير في مدينة حيفا.

وجاء في الدعوة إلى المظاهرة "إحنا مثليات ومثليين وترانس وبايسكشوال وأشخاص بعيشوا تجارب جنسية وجندرية مختلفة بدنا نقول كلمتنا، كلمة واضحة وبدون تردد، بدنا نصرُخ صرخة كويرية للحرية، حريتنا كلنا اللي ما بتتجزّأ".

وردد المحتجون الهتافات المطالبة بالحرية، والتي عبروا من خلالها عن رفضهم للتميز والعنف والإقصاء المجتمعي تجاه المثليين ودافعوا عن التعددية الجنسية والجندرية.

وكتب المتظاهرون على الشعارات التي حملوها: "أجسادنا وميولنا مش أدوات لمكاسبكم الربحية والسياسية"، "موجودين بكل أنحاء فلسطين"، "أجسادنا ورغباتنا وشهواتنا إلنا.. مش لعائلاتنا"، "‘الدين‘ مش حجة للتحريض على المثليين والمثليات"، "مش عين نحكي عن الجنس والجنسانية".

وتأتي المظاهرة في أعقاب الجدل المجتمعي المتصاعد حول موضوع التعددية الجنسية والجندريّة، والذي وصل إلى ذروته في "قضيّة طحينة الأرز"، حين قررت صاحبة الشركة، جوليا زهر، التبرع لـ"الأغودا" (جمعيّة المثليين في إسرائيل) "لإقامة خط دافئ" للمثليين والمثليّات العرب.

وأوضحت الجمعيات والجهات التي دعت إلى التظاهرة، أنه "من الواضح أن قضايا التعددية الجنسية والجندرية باتت في الفترة الأخيرة قضيّة رأي عام، كما ازداد ظهورنا كمثليّات/ين وأشخاص ترانس وثنائيّي/ات الميل الجنسي وتجارب أخرى متنوّعة. فمنذ العام الماضي تشتعل الأحداث واحدًا تلو الآخر، من الوقفة الاحتجاجيّة التي نظّمتها القوس ومؤسسات أخرى في آب/ أغسطس الماضي وحتّى اللحظة الحالية لم يهدأ النقاش الذي كان آخره قضية شركة طحينة الأرز، وكلّ ما بينهما من ملاحقة سلطات وعنف مجتمعي في الحيّز العام، حتّى الأذى الذي طال أشخاص يعيشون توجهات جنسية وجندرية بعد موتهم".

وأضافت أنه "ظهرت النقاشات حول قضايا التعددية الجنسية والجندرية مجتمعيًا بشكل واسع ولم يعد بالإمكان تجاهلها أو إنكارها، كما لم تعد مقتصرة على دوائر أو فئات معيّنة في المجتمع. دخلت النقاشات إلى بيوتنا وأماكن عملنا وإعلامنا، وأخذت حيّزًا من التركيبة السياسية والاجتماعيّة التي نعيشها".

واعتبرت أن "هذا ‘الجدل‘ يشير إلى تغيّر ليس بالبسيط في المجتمع الفلسطيني من ناحية ظهور هذه القضايا وظهورنا كأشخاص نعيش توجهات جنسية وجندرية في الحيز العام والنقاش المجتمعي، إلا أن السمة الأساسية لهذا ‘الجدل‘ ما زالت العنف. العنف الجسدي والمعنوي، العنف الظاهر والمبطّ ن، العنف بأشكاله المختلفة من إقصائنا وشيطنتنا والسيطرة على أجسادنا وقمع رغباتنا ومحي تجاربنا ومؤخّرًا تجيير قضايانا واستغلالها لمصالح مختلفة".

وتابعت أن "ذلك كلّه يأتي في بيئة عنيفة ومنهكة أصلًا، بسبب النظام الاقتصادي الذي يستنزفنا ويستغلنا لمصلحة فئة ضيّقة، والاحتلال المتوحش الذي لا يتوقف عن التنكيل فينا يوميًا، ومؤخرًا الجائحة الصحيّة التي يعيشها العالم أجمع".

وشددت على أنه "في وسط كلّ هذه الزوابع، لا بدّ لنا من إسماع أصواتنا والمواجهة من أجل التغيير والتقدّم في مجتمعنا، لا بدّ لنا من صرخة قويّة وموحّدة؛ صرخة كويريّة للحريّة. صرخة لإيقاف العنف على أجسادنا في الشارع وفي البيت، صرخة لمواجهة سيطرة عائلاتنا على شكلنا وتعبيرنا، صرخة للتخلص من العادات والتقاليد البالية وثقافة العار، صرخة لتحدّي التهميش ومركزة قصصنا وأصواتنا، صرخة لمقاومة الاحتلال الذي يمحينا ويتكلّم باسمنا، صرخة لحريّتنا جميعًا التي لا تتجزّأ، صرخة كويريّة للحريّة".

photo