لا تزال المعلومات والإحصاءات المتوفّرة حول فيروس كورونا -بشكلٍ عام- منقوصة، كما أنّها عرضة للتغيير المستمرّ، ما قد يدفعنا لسيناريوهات وتكهّنات تغذّي خوفنا من المجهول، وتصل بنا إلى حالة من الذعر والهلع وعدم القدرة على التعامل. ينطبق هذا الخوف على معظم المجتمعات والمجموعات البشريّة، إلّا أنه يكون بمستوى آخر من التحدّي والصعوبة لأشخاص متعايشات/ين مع أمراض مزمنة؛ كأمراض القلب والرئة، السرطان والسكري، والأشخاص منقوصات/منقوصي المناعة بمن فيهم المتعايشات/ين مع فيروس نقص المناعة البشري HIV/AIDS.
تشير الأبحاث إلى أن خطورة المرض تزداد مع التقدم بالعمر ومع تواجد أمراض مزمنة كالمذكورة أعلاه، إلا أنه لا توجد إجابة واضحة بخصوص تأثير الفيروس على المتعايشات/ين مع متلازمة نقص المناعة المكتسبة؛ إلا أنه من الأرجح أن الأشخاص الذين يتمتعون بحالة مناعية جيدة وعدد خلايا مساعدة (خلايا كتلة التمايز CD4) أقلّ عرضة لتطوير مضاعفات حادّة، هذا عدا عن كون عدد من المتعايشين/ين مع ال HIV هم من المتقدمين/ات في العمر ويعانون من الأمراض المزمنة المختلفة أصلًا. كما تزداد خطورته في حالات الحمل الفيروسي القابلة للكشف (detectable) وللأشخاص المدخنات/ين.
تبقى التوصيات والإجراءات الوقائيّة للمتعايشين/ات مع ال HIV ذاتها التوصيات للجميع؛ غسل الأيدي بالماء والصابون بوتيرة عالية، الحفاظ الفوري على نظافة البيئة والأسطح بمواد التعقيم، الامتناع عن ملامسة الأنف/الفم/العينين، العطس إلى منطقة الكوع أو من خلال محارم ورقية والتخلص منها فورًا، الابتعاد عن أشخاص يظهرون أي أعراض تتعلق بمجاري التنفس أو ودرجات حرارة عالية، وترك المسافة المطلوبة بين الأشخاص، وبالطبع الامتناع عن التنقّل والخروج سوى عند الحاجة.
ومع ازدياد احتمال الخطر للأشخاص منقوصي/ات المناعة، يجدر بنا زيادة الحيطة والحذر في هذه الحالة، وبطبيعة الحال متابعة النظام العلاجي بانتظام والتأكد من توفره، والتواصل مع الطاقم الطبي المعني لتحديد خطة بديلة لاكمال المتابعة الطبية بعيدًا عن التجمعات ومع تجنب التنقل.
نعي تمامًا أن قدرات الأفراد الشخصية والاجتماعية والاقتصادية تتفاوت بين المتعايشين/ات مع ال HIV كما تتفاوت عند غيرهم من المرضى وغير المرضى. كما ولا تتوفر الخدمات الطبية بالتساوي حول أنحاء العالم وفقًا للسياقات الاجتماعية والاقتصادية والاستعمارية. ونشدد من هنا على أهمية التكاتف المجتمعي –ولو عن بعد- وأخذ مسؤولية شخصية وجماعية بالتواصل ورصد الحاجيات في مجموعاتنا الصغيرة من الأصدقاء والمعارف، إضافة إلى رصد مواردنا وخبراتنا وتقديم المساعدات المعنوية والمادية للأفراد الأكثر حاجة.
لا تنسوا أننا موجودات/ين في القوس لأي مساعدة أو توجه بكلّ ما نملك من قدرات وموارد، توجّهوا لنا عن طريق خطّ الإصغاء والمعلومات أيّام الاحد والأربعاء عن طريق محادثات تشات على الموقع alkhat.org أو هاتف 0722220202، أو من خلال الإنبوكس للحالات الضروريّة والطارئة.
لنتجاوز هذه المحنة سويًا...
كُلّ الحب