تحتوي هذه الزاوية على العديد من الاسئلة الشائعه المتنوعة، نقدّم فيها اجاباتنا، وفقاً لتجربتنا وفكرنا، على التساؤلات الشائعة التي تصلنا عبر الموقع ومن خلال عملنا الميداني. هذه الزاوية هي قيد الإنشاء، وسوف نعمل في الاشهر القريبه على تحديثنا وتزويدها بأسئلة إضافية.
-
لماذا هنالك حاجة لدى المثليين\ات في مشاركة الاخرين بميولهم الجنسية؟
عندما يخفي المثليون/ات ميولهم الجنسية والعاطفية - فهم لا يخفون علاقاتهم الجنسية فقط، بل قسمًا كبيرًا من جوانب حياتهم، الشيء الذي يعزّز الشعور بالوحدة والانعزال... عن عائلاتهم، أصدقائهم والمجتمع. فلا يمكن إختزال حياة المثليين\ات فقط بالممارسات الجنسية والحميمية، فهي تشمل ايضا جوانب حياتيه كثيرة اخرى واخفائها يعني اخفاء علاقاتك، مشاعرك، اصدقائك، واحيانا ايضا نشاطك في مجموعات مختلفة.
مشاركة الاخرين بالميول المثلية، هي قرار شخصي. بمعنى اننا لا نرى الاشهار والمشاركة (وحتى العيش في العلن) بالميول المثلية انجازًا سياسيًّا للحراك المثلي والكويري المحلي، وانه ليس بمطلب على اساسه تتحدد قوة الفرد وصحّته النفسية او ملاءمة الشخص ليكون قسما من نشاط او مجموعات معينة. المشاركة في الميول، هي قرار شخصي يعتمد في الاساس على الظروف الاجتماعية والعائلية للفرد، والمقدرة الشخصية والنفسية في التعامل معها، وايضا على وجود شبكات داعمة من الاصدقاء والاقارب. المجموعات المثلية - الرسمية وغير الرسمية - وظيفتها دعم الاشخاص في سيرورة مشاركة الاخرين بميولهم الجنسية والعاطفية.
تجدر الإشارة إلى أنه لا يوجد اي شك ان مشاركة الاخرين في الميول المثلية تؤدي الى الراحة النفسية، وان سيرورة المشاركة والاشهار عن هذه الميول قد تكون تجربة مهمة في طريق بلورة الهوية الجنسية وتقبل الشخص لذاته. البحث عن شخص نثق به، ومشاركته في هذه المشاعر والميول قد تكون تجربة ايجابية تعود على المثليّ بزيادة ثقته بنفسه وتوسيع شبكاته الاجتماعية الداعمة.
للتلخيص، العيش بالعلن هو قرار شخصي والذي يجب أن يتلاءم مع الظروف الشخصية والبيئية والاجتماعية الخاصة بالشخص. من خلال نشاطنا قابلنا الكثير من المثليين والمثليات الذين نجحوا في عيش حياتهم المثلية براحة مع درجات مختلفة من العيش بالعلن وهنالك آخرون الذين لم يستطيعوا الإخبار أو الإعلان عن ميولهم الجنسية والعاطفية وهنالك من رأوا بانه لم يحن بعد الوقت او المناخ المناسب لهذه الخطوة.
---------------------
لرابط السؤال إضغط\ي هنا -
هل الميول الجنسية اختيارية
الميول الجنسية هو مصطلح يصف الانجذاب الأساسي للفرد من الناحية الجنسية و/او العاطفية.... "الميول الجنسية" ليس مصطلحًا لنوع واحد ووحيد من الميول، ولكنه شمولي, ويحوي أنواعًا عديدة من الميول، ومنها: الميول المثلية (الميول لنفس الجنس) أو الميول المغايرة (الميول للجنس الاخر)، ثنائي الميول الجنسية (الميول للجنسين)، وانواع اخرى - جميع هذه الميول هي غير اختيارية. على الرغم من رفض المجتمع للميول والمشاعر المثلية (او اي ميول جنسية اخرى ليست مغايرة)، وتعريفها على أنّها غير مقبولة، الا انه لا يمكن لأي شخص اختيار مشاعره وانجذابه الجنسيّ و/او العاطفي. فعلى سبيل المثال، لو كانت الميول اختياريّة فعلا، لكان معظم المثليين/ات، وخاصة الّذين يعيشون في مجتمعات ترفض وتُعنّف أصحاب الميول الجنسية "غير السائدة"، قد اختاروا أن يكونوا مغايرين/ات. معظم المجتمعات تُعرّف الميول الجنسية على أنها ميول مغايرة فقط وأنّ كل ميول جنسية أو عاطفية آخرى يُعّرف ويُنظَر إليها على أنّها ميول "غير طبيعية". هذا الرفض للتعدّدية الجنسية وأيضا الجندرية في الكثير من المجتمعات يُترجَم إلى سلوكيات ومشاعر عديدة، منها: الغضب والخوف من المثليين\ات، تعنيفهم، معاقتبهم، رفضهم، ومحاولة تبرير ميولهم على أنه مرض نفسي أو ناتج عن خلل في الهورمونات، وهنالك من يتعامل مع الميول المثلية على انها "موضه" ونِتاج للانفتاح على العالم الغربي وأنها بالأساس ميول إختيارية. الرفض المجتمعي، بالإضافة الى عوامل شخصية أخرى (الوضع العائلي والاجتماعي) قد تدفع الشخص الى اختيار اخفاء او كبت أو انكار ميوله الجنسية المثلية - ولكن لا يمكنه أن يختار تغييرها.
---------------------
لرابط السؤال إضغط\ي هنا -
هل صحيح ان العلاقة بين المثليين تؤدي الى العدوى بفيروس الايدز؟
ينتقل فيروس الإيدز من خلال الاتصال الجنسي غير الآمن بكافة أشكاله (المهبلي، والشرجي) مع شخص حامل للفيروس مسبّب الإيدز، سواء كان ذكرًا أم أنثى. ينتقل الفيروس... بواسطة السائل المنوي والإفرازات المهبلية.
بالإضافة إلى استعمال الأدوات الحادّة الملوثة (الحقن، شفرة الحلاقة...)، أو انتقاله من أُمّ حاملة للفيروس إلى جنينها أثناء الحمل أو وليدها عند الولادة. بكلمات أخرى، يتنقل فيروس الأيدز عبر علاقات جنسيّة غير آمنة ومن دون وقاية، مع شخص (ذكر أو أنثى) حامل للفيروس وبغض النظر عن كون العلاقة مثليّة أو مغايرة.
حامل الفيروس قد يكون رجلًا، امرأة، مثلي/ة، مغاير/ة، وبدون علاقة مع أيّ جوانب أخرى كشكل الشخص، ميوله الجنسية، جنسانيته، جنسيته ومكانته الاجتماعية.
اضافة لما ذكر اعلاه، نودّ أن ننوّه إلى أنّ هنالك تفاوتًا في درجات الخطورة لتلقّي الفيروس المسبب للايدز عن طريق الممارسات الجنسية المختلفة، فممارسة الجنس الشرجي تحمل خطورة أكثر من ممارسات أخرى مثل الجنس المهبلي والفموي.
من منطلق مسؤوليتنا لرفع الوعي في قضايا الصحّة الجنسية وسُبُل الوقاية، بادر نشطاء القوس الى تطوير مشروع "بحبك آمن" والذي يهدف إلى رفع الوعي وتعميقه حول مفاهيم الصحة الجنسية والجنس الآمن.
يطمح هذا المشروع الى تطوير توجّهًا إيجابيًّا لهذه المواضيع وتحدّي الآراء المسبقة في مجال الصحة الجنسية، حيث يوفر حيّزًا ودّيًا ودافئًا لتبادل المعلومات وتفعيل نشاطات وخدمات للتوعية بخصوص السلوك الجنسي الآمن. بالاضافة إلى ذلك، يحُثّ "بحبك آمن" على رؤية النشاط حول الجنس الامن، والصحة الجنسية كقسم من النضال الجنساني والاجتماعي الأوسع. ----------------------
لرابط السؤال إضغط\ي هنا -
هل المثلية مرض جسدي ام نفسي؟ وكيف يمكن علاجها ؟
المثلية هي ليست بمرض جسدي او نفسي، على الرغم من ان الكثيرين ما زالوا يتعاملون معها كذلك، وهذا ايضا كان توجّهًا سائدًا في كتب علم النفس والطب قديما. هذا التوجه ادى... على مدار سنوات كثيرة الى محاولة ايجاد طرق عديدة لعلاج المثلية، لكن جميع هذه المحاولات والطرق قد باءت بالفشل ولم ينجح اي "علاج" نفسي او طبي في تغيير الميول الجنسية للفرد.
مع تطور الابحاث العلمية وزيادة الوعي لقضايا الجنسانية والتعددية الجنسية والجندرية داخل المجتمعات ومؤسسات المجتمع المدني ومواثيق حقوق الانسان العالمية، بدأت العديد من المجتمعات والمؤسسات بالتعامل مع المثلية بصورة مختلفة على أنّها جزء من تعددية جنسية داخل كل المجتمعات، وليست نتاج لأمراض نفسية، عاطفية أو اجتماعية.
في عام 1973 قامت الجمعية الأمريكية للطب النفسي بإخراج المثلية من الدليل التشخيصي للإضطرابات النفسية (DSM) وشددت على أهمية الأبحاث العلمية في المجال استنادا على الطرق الحديثة. بعد عامين، أعلنت الجمعية الأمريكية للأخصائيين النفسية تأييدها لهذا القرار. لمدة أكثر من 25 عاما، قامت الجمعيتان على حث جميع الأخصائيين النفسيين وكل من يعمل في هذا المجال على العمل على دحض الآراء المسبقة السلبية عن المثلية. وفي عام 1990، ازالت منظمة الصحة العالمية (WHO)، المثلية من التصنيف العالمي للأمراض بعد أن كانت قد أضافتها في عام 1977، وأما الجمعية الصينية للطب النفسي فقد أزالت المثلية من التصنيف الصيني للامراض النفسية في عام 2001 بعد خمس سنوات من إجراء دراسة شاملة حول الموضوع.
أما في العالم العربي، فبشكل عام، نحن نرى في السنوات الاخيرة، توجهًا ايجابيًا لدى كثير من الاخصائيين حول موضوع الهوية الجنسية والمثلية. ان تعامل علم النفس اليوم مع المثليين/ات هو ليس لتغيير الميول وانما لمساعدة المثلي\ة في التعامل والعيش مع الضائقة الاجتماعية والنفسية التي يعيشها بسبب بنية المجتمع التي ترفض التعددية الجنسية والجندرية. من الجدير ذكره ايضا هنا، بان الطب وعلم النفس غير منعزلين عن المجتمع ويتأثران منه ويتفاعلان معه ومع الثقافة السائدة. لهذا ما زلنا نرى اليوم الكثير من كتب الطب وعلم النفس في بعض الدول، التي تتعامل مع المثلية على انها مرض وبحاجة لعلاج، مع العلم اننا لم نسمع اليوم عن اي "حالات علاجية" ناجحة ولم نسمع عن اشخاص قاموا بتغيير ميولهم الجنسية والعاطفية كنتيجه للعلاج، حيث تقتصر محاولات "العلاج" هذه على ضبط السلوك الجنسي وليس تغيير الميول والانجذاب العاطفي.
-------------------
لرابط السؤال اضغط\ي هنا -
من يـأخذ دور الرجل ودور المرأة في العلاقات الجنسية والحميمية بين المثليين\ات؟
هذا السؤال مبني على فرضيّة تقترح ان هنالك نوع وشكل واحد من العلاقات الجنسية وان العلاقة "الصحيحة" هي التي يتم بها ايلاج العضو الذكري للمهبل، وان هذه العلاقة... بالضرورة مبنّية على ادوار ثابته وواضحة، من هو "الرجل" ومن هي "المرأه" في العلاقة.
السؤال هنا، هل هذه الفرضية صحيحة سواء عند المثليين او المغايرين؟ هل كلنا نمارس الجنس بطريقة واحدة؟ لماذا نفترض ان هنالك أدوار ثابته وواضحة للعلاقات الجنسية؟ وهل أنواع أخرى من المُمارسات والسلوكيات الجنسية لا تُعتبر بنظرنا جنس كامل أو حقيقي أو كاف؟
الإجابة على هذه الأسئلة تساعدنا في النظر الى العلاقات الحميمية والجنسية والى السلوكيات الجنسية بشكل أوسع وأشمل، حيث أن التجارب والممارسات الجنسية والحميّمة لدى البشر هي متنوعة ومتعددة ولا يوجد هنا "صح" أو "خطأ"، في هذه السلوكيات والتجارب، طالما ان هنالك ارتياح وموافقه من الطرفين.
-----------------
لرابط السؤال إضغط\ي هنا -
ماذا نقصد بالتحوّل والمتحولين جنسياً؟
يعيش معظم الأطفال، وفي مراحل مبكرة من طفولتهم، مع تلائم بين جنسهم البيلوجي (ذكر او انثى) وشعورهم الذاتي بأنهم أولاد او بنات. فالطفل الذي ولد مع اعضاء تناسلية... ذكرية، سيشعر انه "ولد" وسيعبّر عن هذا الشعور من خلال وظائف وسلوكيات وأدوار يومية تتلائم مع توقعات المجتمع منه كولد. والامر مطابق ايضا لدى الفتيات اللواتي وُلدن مع اعضاء تناسلية اثنوية، حيث سيشعرن بانهن "بنات" وسيعشن ويعبرن عن هذا الشعور من خلال المظهر الخارجي، الصفات، السلوكيات والادوار الاجتماعية اليومية (راجع الجندر في صفحه قاموقاوس). متحوّلو النوع الإجتماعي (ترانسجندر- Transgender)، هم أشخاص يعيشون هوية جندرية (شعورهم الداخلي بانهم رجال، نساء، او شيء اخر) لا تتلائم مع النوع والدور الاجتماعي المسقط عليهم من قِبَل المجتمع (ولد/بنت، رجل\امرأه) و\أو جنسهم البيولوجي (ذكر/انثى). في مراحل متقدمة قد يختار قسم من متحوليّ النوع الإجتماعي (الترانسجندر)، العيش بطرق مختلفة ودرجات متفاوتة، كأفراد من الجنس الاخر، والذين يشعرون بإنتماء اكثر له (مثلا، جندر كوير، متحولي الجنس، crossdresser). جزء من متحولي النوع الاجتماعي يشعرون بعدم تلائم، ايضا، بين جنسهم البيولوجي (ذكر،انثى) وهويتهم الجندرية (شعورهم الداخلي كرجل، امرأه)، ويتم تسميتهم بـ "متحولو الجنس البيولوجي" (Transsexual). وقد يختار قسم منهم في مراحل متقدمة التدخل الطبي (تناول الهرمونات، الجراحه)، لملائمة جنسهم البيلوجي بشكل اكبر مع هويتهم الجندرية.
حسب التقديرات فإن 3% من الناس يعيشون مع شعور بعدم تلائم (بدرجات مختلفة) بين جنسهم البيولوجي وهويتهم الجندرية. اسباب الشعور بعدم التلائم غير معروفة حتى الان، لكنها على الاغلب اسباب مولودة، حيث يظهر هذا الشعور في مرحلة الطفولة المبكرة، ويحتد بجيل صغير (7-9 سنوات) حيث يشعر الترانسجندر بأنه "في اشي مش مزبوط"، وفي فترة المراهقة يصبح عدم الملائمة والاغتراب الشخصي هذا أكثر وضوحًا وحضورًا.
اليوم، يتم تعريف المتحولين/ات (ترانس) في كتب الطب النفسي، على انهم اشخاص مع "اضطراب في الهوية الجندرية"، الا ان مؤسسات الطب النفسي العالمية تؤمن ان هذا التعريف سوف يتغير في السنوات القريبة، وهذا يعود بالاساس الى التوجه الجديد في علم نفس بأن المتحولين/ات ليسوا مرضى نفسيين، لكنهم قد يطوّرون أزمات نفسية بسبب ردود الفعل غير المقبولة في المجتمع وعدم مقدرة المجتمع على العيش مع افراد يشعرون بعدم تلائم بين جنسهم البيلوجي وبين هويتهم الجندرية. من ناحية اجتماعية وعائلية، الكشف أو الاكتشاف بأن الابن هو ليس بإبن والبنت ليست بنتًا ، هو ليس بالامر السهل لأنه يقلب التعريفات والمفاهيم الأساسية التي تربيّنا عليها رأساً على عقب، كذلك له اسقاطات اجتماعية وعائلية كبيرة. لذلك عادة ما يكون هناك ضغط عائلي/مجتمعي على الشخص الترانس لعدم العيش بجندر آخر أو عدم القيام بالتغيير الجسماني أو حتى بعدم الحديث عن الموضوع. ممّا يُشير إلى أنّ المشكلة الأساسية موجودة في البيئة وليس عند الشخص نفسه.
أخيرا، وللتوضيح، نقرّر نحن الترانس بالتوجه الى علاج طبي جسماني (هورمونات وعمليات طبية) لكي يحصل توافق بين جنسنا البيولوجي والجندر الخاص بنا (هويتنا الجندرية)، وأحياناً نمتنع عن ذلك. الا ان، تحديد هويتنا الجندرية، لا علاقة له بالتغييرات الجسمانية، ولا بالمظهر والظهور والتصرف والميول الجنسية وما الى ذلك. انما الأمر يتعلق بشيء أساسي جدا وأوّلي وهو "هيك انا بشعر". هذا المستوى الاساسي جدا والداخلي هو الذي يحّدد اذا انا رجل، امراة، أو دمج بينهما او اي جندر اخر. تماماً كما تحدّد أغلبية الناس شعورها بشكل مفهوم ضمنا ومفروغ منه "أنا صبية وخلص" او "انا شب وخلص".
------------------
لرابط المصطلح اضغط\ي هنا -
هل يستطيع المثليون الفلسطينيّون الحصول على لجوء في في الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 48 (اسرائيل)؟
تعمل الحكومة الاسرائيلة بشكل واضح ومُمأسس ضد الشعب الفلسطيني اينما كان وذلك بواسطة سياسات التجزئة، والفصل العنصري، والاحتلال العسكري، وهدم البيوت، ... والمجازر والتهجير. تعمل دولة اسرائيل، منذ تأسيسها عام ١٩٤٨ ومن خلال مشروعها الصهيوني، على إبادة الشعب الفلسطيني ومحو تاريخه بواسطة استراتيجيات مختلفة أدّت الى تهجير الفلسطينيين إلى المخيمات، والشتات وداخل الاراضي الفلسطينية نفسها.
من هنا، لا يمكن لهذه المؤسسة القامعة أن تكون النظام/ الدولة التي تمنح نفس هؤلاء المهجَّرين حق اللجوء إليها بسبب ميولهم الجنسية، وهذا على عكس ما تروّج له الصحافة العالمية والاسرائيلة من خلال حملة الغسيل الوردي (Pinkwashing)، وهي حملة إسرائيلية تصوِّر دولة اسرائيل في العالم على أنّها الدولة الوحيدة في المنطقة التي تحترم حقوق المثليين وتحمي المثليين الفلسطينيين من العنف والاضطهاد الذي يتعّرضون له في مجتمعهم. هذه الحملة هي بمثابة غطاء لكون اسرائيل دولة عنصرية تمارس شتى انواع وطرق التحكم وإخضاع الشعب الفلسطيني المحتَلّ والُمَهَّجر.
لا توجد "أبواب زهرية" خفية في جدار الفصل العنصري مفتوحة خصيصّا للمثليين/ات الهاربين من عنف مجتمعهم وعائلتهم. وانه من العار الترويج لحكومة اسرائيل على أنّها ذلك المنقذ للمثليين الفلسطينيين، بينما،في الحقيقة، هي ذاتها المسؤولة عن تهجيرهم واضطهادهم المستمر. فهذه المؤسسة تعمل على خلق مهجرين فلسطينيين، ولا تعمل على توفير ملجأ لهم. وفي حال نجح بعض الاشخاص بعبور جدار الفصل العنصري إلى تل إبيب فهم سيُعْتَبَرون غير قانونيين، وفي نهاية المطاف سيعملون ويعيشون هناك في ظروف مروعة، في محاولة لتجنب إلقاء القبض عليهم.
-----------------
لرابط السؤال إضغط\ي هنا -
كيف يتأكد الشخص من انه مثلي/ة؟
نتعرف على ميولنا عندما نستكشف أجسادنا ومشاعرنا وجنسانياتنا في فترات مختلفة من حياتنا، واهمها فترة المراهقة. نتأكد من هذه الميول من خلال تجارب حياتية جنسية... وعاطفية قد تختلف من شخص إلى آخر، وتتأثّر بعوامل عديدة منها الشخصية والعائلية والبيئيّة. لذا، عملية الفحص الذاتي وتعّرف المثليين/ات على ميولهم ورغباتهم والتأكد منها، هي سيرورة مشابهة لتعّرف المغاييرين/ات على ميولهم ورغباتهم. قد يتأثّر مسار الفحص والتعرّف الذاتي لدى المثليين/ات على جنسانيتهم، عند تفاعله مع المجتمع الرافض لهذه الميول. فمثلا، قد يحاول الشخص المثلي إخفاء ميوله ومحاولة العيش كـ "مغاير"، أو مثلاً إنكار هذه المشاعر والرغبات وغيرها من ردود الفعل. اذا، لماذا يصرّ الكثيرون على طرح هذا السؤال على المثليين/ات بالذات؟ يعتبر هذا السؤال شائعًا جدًا من قِبَل الكثيرين، لأنه مرتبط بالأساس بالمعايير الاجتماعية القائمة، التي تعّرف العلاقات المغايرة (علاقة الرجل بالمرأة) على أنها علاقة مفهومة ضمنًا و"طبيعية"، وترى بالعلاقات المثلية كـ "غير طبيعية" وبحاجة لفحصها والتأكد منها والبحث عن أسبابها.
فمثلا، نحن لا نسأل شابًا يميل جنسيًا وعاطفيًا لفتيات فيما إذا كان متأكدًا من ميوله، ولا نتوقع من امرأة مغايرة أن تخوض في تجربة حميمية مع شابة لكي تتأكد من ميولها للرجال!
كانت ميول الشخص أيا كانت فان الممارسة الجنسية ليست شرطًا أساسيًّا في عملية التأكّد من الميول الجنسية المثلية والغيريّة
فلماذا هذا اليقين في ميول وعاطفة المغاييرين/ات والشكّ في ميول وعاطفة المثليّين/ات؟ لماذا لا نثق بالإحساس الداخلي للفرد نحو ميوله المثلية كما نثق بالإحساس الداخلي للمغاير نحو هويته وميوله؟
---------------------
لرابط السؤال إضغط\ي هنا -
كيف تتعامل العائلة مع حقيقة كونك مثلي/ة؟
لكل فرد منّا "قصة" مختلفة مع الأهل والعائلة. هناك من يعرف أهله/ا عن مثليّته/ا ويتعاملون مع الموضوع بشكل أو بآخر، وهناك من لا يعرف أهله عن الموضوع بتاتاً،... وهنالك أهل يعرفون لكن لا يتم الحديث عن الموضوع أو التعامل معه (إنكار)، وهنالك من يشارك قسم من أفراد عائلته فقط. بكلمات أخرى، هنالك اختلاف في هذا الصدد. ليس بالأمر المفاجئ بأن هناك صعوبة في الكشف عن الميول المثلية أمام العائلة التي تكون أحيانا المكان الداعم العاطفي والمالي الوحيد لنا في بداية طريقنا. وهي خطوة ليست بسهلة وعادة ما ترافقها مخاوف من ردود فعل قاسية للعائلة، وهي مخاوف شرعية ومفهومة. علينا أن نتذكّر بأن عائلاتنا موجودة في مجتمع جمّعي، لا يعطي أولوية لحاجيات الفرد ولحريته وبالتالي يستصعب التعامل مع الموضوع وهكذا يكون حُكم المجتمع على العائلة نفسها قاسي أيضاً. يُقال انه عندما نخرج "من الخزانة" فإننا في نفس الوقت نُدخِّل أهلنا في خزانة الخوف من القيل والقال والفضيحة. زِد على هذا كله -وهذا ليسا سراً- كيفية تعامل المجتمع أو بالأحرى عدم تعامله مع أمور أخرى تتعلق بالجنس والجنسانية وليس فقط بالمثلية. فمعظمنا لديه تجارب وسلوكيات معينة على مدار حياته لم يشارك عائلته فيها. خطوة مشاركة الأهل يجب أن تكون متعلقة بالشخص نفسه، برغبته وبقدرته على مواجهة الموضوع وبفهمه لعائلته وتوقعه لردة الفعل. لذلك فانه من المهم التفكير جيداً في هذه الخطوة. تذكروا، أن تعامل الأهل مع الموضوع هو سيرورة قد تبدأ قاسية وممكن أن تتغيّر مع الوقت. رغبتنا وقدرتنا على مساندة الأهل في هذه الفترة عن طريق توفير المعلومات أو التواصل الدائم معهم، قد تساعد على تحويل الصدمة إلى تجربة إيجابية. بالرغم من ذلك، نحن نفهم انه ليس عند الجميع القدرة النفسية والعاطفية على التواجد الفعال في هذه السيرورة ومساندة الأهل وهذا شرعي أيضا. من الجدير ذكره هنا بأن تجربتنا كمثليين ومثليات هي ليست بالتجربة العينيّة التي ممكن اختزالها بفترة قصيرة إنما هي تجربة حياتيّة كاملة ولكم أن تتخيّلوا صعوبة أن يعيش الشخص حياة اجتماعية وزوجيّة وربما يكون ناشطاً اجتماعياً في هذا المجال، دون أن يعرف أهله بهذا الشق المركزي من حياته.
تكمن أهمية دورنا في القوس كمجموعة ناشطة تعمل على مواضيع وقضايا التعددية الجنسية والجندرية، في السعي نحو مجتمع منفتح وأقل قسوة، يسمح للأفراد بمشاركة عائلاتهم بالجوانب الحياتيّة المتعلقة بجنسانيتهم بشكل عام وليس فقط بميولهم الجنسية.
-------------------
لرابط السؤال إضغط\ي هنا -
لماذا هنالك حاجة لأن يكون للمثليين\ات جمعيات ومؤسسات خاصة بهم؟
هنالك فرضيتان اساسيتان من وراء هذا السؤال. الاولى تقترح ان المجموعات "المثلية" او اي عمل على مواضيع تخص التعددية الجنسية هي في احسن الحالات، مشاريع غير مهمة... او ضرورية في هذه المرحلة، واسوأها مشاريع مستوردة من الغرب ولا تلائم مجتمعاتنا المحافظة. من المثير ان نفس نقاط الجدل لا تطرح على فئات ونضالات اخرى ولا يتم التساؤل حول اهميتها او حتى شرعية وجودها. الفرضية الثانية متعلقة في موضوع التعبير عن جنسانيتنا في "الحيز العام" وفي "الحيز الخاص" - او بكلمات اخرى اي تعابير عاطفية، رومانسية مقبولة على المجتمع؟ وايها تُرفض وتجز في الحيز الخاص فقط؟ ولماذا؟ الخوف من جنسانية المثلي\ة وامكانية التعبير عنها في الحيز العام مربوط في العمل السياسي والظهور للمجموعات المثلية - حيث يصنف ايضا هذا النشاط على انه تابع للحيز الخاص وليس قسم من النشاط الاجتماعي والسياسي الاوسع. تحديد نشاطات مختلف المجموعات المثلية وتصنيفه كتابع للحيز الخاص هو خوف من المثلية والمثليين وحصرهم في خانة العلاقة والسلوك الجنسي - فمهم ان نؤكد بان المثلية هي ليست فقط (وكما يراها كثيرون) علاقة وسلوك جنسي، وانما هي جزء لا يتجزأ من هوياتنا المركبة وهي تنعكس على العديد من الجوانب الحياتيّة للفرد. وجود مجموعات للمثليين/ات وجمعيات تناقش قضايا التعددية الجنسية والجندرية هو ردّ فعل طبيعي لكل مجموعه "مهمشة" و "مرفوضه" من قبل المجتمع. فمنذ اكثر من مئة عام وحتى يومنا هذا بنت النساء مؤسسات وحركات ومجموعات نسائية لرفع الوعي في المجتمع حول حقوق النساء ولتغيير النظام والمباني الاجتماعية القائمه على اضطهاد النساء، وايضا لدعم النساء وتمكينهن.
المجموعات المثلية والمؤسسات التي تعمل على قضايا التعددية الجنسية والجندرية، ومنها القوس، تأسست بشكل مشابه، وهي تشكّل مساحة آمنه ومريحه وداعمة للافراد الذين يعيشون توجهات جنسية وجندرية مختلفة. هذه المجموعات أو المؤسسات لا تعمل فقط على رفع الوعي في المجتمع بموضوع المثلية، وانما في الاساس تعمل بشكل جماعي على خلخلة أنظمة القمع الجنسيّ والجندريّ، وأدوات السيطرة على الجسد والجنسانيّة، من النظام الأبويّ والرأسماليّ إلى الاستعماريّ، وإعادة تشكيل علاقات القوّة الناتجة عنها للمساهمة في خلق مجتمع يحوي توجُّهات جنسيّة وجندريّة متنوّعة.
نحن نرى ان جذور القمع وتهميش العديد من المجموعات او الفئات بداخلها (نساء، واشخاص مع تحديات خاصة، واشخاص مع ميول جنسية ليست مغايرة، واشخاص يعيشون ادوار اجتماعية خارجة عن "السائد" وغيرها من الامثلة) تكمن في هذه المباني الاجتماعية. والعمل على تفكيك هذه المباني وفهم تأثيرها على نضالاتنا وتقاطعاتها مع نضالات اخرى، سيزيد المساحات المجتمعية التي تحوي وتتفاعل مع أشخاص يعيشون توجّهات جنسيّة وجندريّة مختلفة، وتحث على الاحتفاء بالتنوع والاختلاف على شتى اشكاله.
---------------------
لرابط السؤال اضغط\ي هنا