من الواضح أن قضايا التعددية الجنسية والجندرية باتت في الفترة الأخيرة قضيّة رأي عام، كما ازداد ظهورنا كمثليّات/ين وأشخاص ترانس وثنائيّي/ات الميل الجنسي وتجارب أخرى متنوّعة. فمنذ العام الماضي تشتعل الأحداث واحدًا تلو الآخر، من الوقفة الاحتجاجيّة التي نظّمتها القوس ومؤسسات أخرى في آب الماضي وحتّى اللحظة الحالية لم يهدأ النقاش الذي كان آخره قضية شركة طحينة الأرز، وكلّ ما بينهما من ملاحقة سلطات وعنف مجتمعي في الحيّز العام، حتّى الأذى الذي طال أشخاص يعيشون توجهات جنسية وجندرية بعد موتهم.
ظهرت النقاشات حول قضايا التعددية الجنسية والجندرية مجتمعيًا بشكل واسع ولم يعد بالإمكان تجاهلها أو إنكارها، كما لم تعد مقتصرة على دوائر أو فئات معيّنة في المجتمع. دخلت النقاشات إلى بيوتنا وأماكن عملنا وإعلامنا، وأخذت حيّزًا من التركيبة السياسية والاجتماعيّة التي نعيشها.
يشير هذا "الجدل" إلى تغيّر ليس بالبسيط في المجتمع الفلسطيني من ناحية ظهور هذه القضايا وظهورنا كأشخاص نعيش توجهات جنسية وجندرية في الحيز العام والنقاش المجتمعي، إلا أن السمة الأساسية لهذا "الجدل" ما زالت العنف. العنف الجسدي والمعنوي، العنف الظاهر والمبطّ ن، العنف بأشكاله المختلفة من إقصائنا وشيطنتنا والسيطرة على أجسادنا وقمع رغباتنا ومحي تجاربنا ومؤخّرًا تجيير قضايانا واستغلالها لمصالح مختلفة.
يأتي ذلك كلّه في بيئة عنيفة ومنهكة أصلًا، بسبب النظام الاقتصادي الذي يستنزفنا ويستغلنا لمصلحة فئة ضيّقة، والاحتلال المتوحش الذي لا يتوقف عن التنكيل فينا يوميًا، ومؤخرًا الجائحة الصحيّة التي يعيشها العالم أجمع.
في وسط كلّ هذه الزوابع، لا بدّ لنا من إسماع أصواتنا والمواجهة من أجل التغيير والتقدّم في مجتمعنا، لا بدّ لنا من صرخة قويّة وموحّدة؛ صرخة كويريّة للحريّة. صرخة لإيقاف العنف على أجسادنا في الشارع وفي البيت، صرخة لمواجهة سيطرة عائلاتنا على شكلنا وتعبيرنا ، صرخة للتخلص من العادات والتقاليد البالية وثقافة العار، صرخة لتحدّي التهميش ومركزة قصصنا وأصواتنا، صرخة لمقاومة الاحتلال الذي يمحينا ويتكلّم باسمنا، صرخة لحريّتنا جميعًا التي لا تتجزّأ، صرخة كويريّة للحريّة.
لنشترك جميعًا في هذه الصرخة، لاقونا يوم الأربعاء 7/29 في ساحة الأسير في حيفا الساعة السادسة.
ملاحظات هامّة حول الفعاليّة:
ندرك أنّ كُثُر منّا لا يستطعنَ الحضور بسبب العنف المجتمعي والظروف الصعبة أصلًا، وهو الأمر الأكثر إثارة للغضب والأسف. أنتنّ/م موجودات/ين معنا في دعمكنّ/م وطاقاتكنّ/م وتجاربكنّ/م، إلى حين أن نستطيع الخروج جميعنا بأجسادنا وتجاربنا يومً ما.
ندرك أنّ كُثُر منّا لا يستطعنَ الحضور بسبب العنف المجتمعي والظروف الصعبة أصلًا، وهو الأمر الأكثر إثارة للغضب والأسف. أنتنّ/م موجودات/ين معنا في دعمكنّ/م وطاقاتكنّ/م وتجاربكنّ/م، إلى حين أن نستطيع الخروج جميعنا بأجسادنا وتجاربنا يومً ما.
نحن واعيات وواعون تمامًا لعدم الاستقرار في الوضع الصحّي هذه الفترة، إلّا أن هذه القضيّة هي الأخرى تتعلّق بحياتنا وأجسادنا. نرجو من الحاضرات/ين اتّخاذ أقصى تدابير السلامة من ارتداء الكمّامات والتباعد الجسدي لسلامتنا جميعًا.
نلقاكنّ/م الأربعاء بحُبّ وغَضَب.