بالرغم من عدم إيماننا بأنّ الردّ على خطابات الكراهية والتحريض هي الوسيلة الأفضل للتحاور، خاصة المتدنيّة منها والتي تتميّز بالردح المقزز ودناءة اللسان إلّا أنّنا نقف اليوم أمام تصريح تحريضي لنائب رئيس تيّار سياسيّ ذو قاعدة جماهيرية واسعة، ومن هنا لا يمكننا تجاهله. هذا التصريح المؤسف والذي من الصعب تسميته مقالاً، يحمل الى جانب الكلام البذيء، تحريضًا واضحًا على كلّ من يُبدي دعمه لخطاب التعدديّة الجنسيّة المُزعزع للسلطة. لا نعرف كمال خطيب الشيخ شخصياً (لكن يبدو عبر تصريحه بعيد كل البعد عن الكمال والخطابة) وطالما ابتعدنا عن الخطاب الدينيّ، لكننا نعرف جيدا تصريحات سابقه مشؤومة له ولآخرين. ألا يعي خطيب بأن في كلامه هذا ما يؤجج الكراهية والعنف تجاه أبناء وبنات شعبه؟ ألا يعي بأنّه في خطابه هذا قد مسّ بشباب وشابات من مجتمعه ومن قرابته ومن دينه أيضًا، وهم أناس من "علية" الشعب ومن "العاديين" أيضًا، ولعلّه يقابلهم في حياته أينما ذهب وفي كل مكان؟ ألا يعي بأنّه سوف يُحاسب على كلامه وردحه (وهذا ما يحصل الان على الأقل عبر شبكات التواصل الاجتماعي)؟ والسؤال الأهمّ بنظرنا هو ما الذي أدّى بخطيب لنشر هذا التصريح وما كانت غايته؟ نحن طبعاً لن نتساءل حول أمور شخصية ونفسية خاصة بالشيخ، وربما بمُريديه كما يطيب للبعض، لكننا نتساءل: هل هو فعلا مزعوج من زواج المثليين في أوروبا، أم أن هناك حاجة في نفسه تطول الساحة السياسية؟ هل هي محاولة بائسة منه لاستغلال قضية المثليين وزجّها في التناحر السياسي؟ أم أنّ الشيخ رأى عملية التغيير أمام ناظره فانضغط؟
ان ما نُشر لغاية الآن ردًا على كلام خطيب لهو أكبر إثبات بأنّ كلامه يمس الأحرار من أبناء وبنات شعبنا ويُغضب كل من يخشى العنف المتفشي والذي قد يتفشى أكثر نتيجة لتصريحات بائسة وخطيرة كهذه. نحن نعي بأنه ربما في ردّنا هذا وردود أخرى رائعة ما يخدم أجندة خطيب واخرين، لكن في الوقت نفسه لا بد لأصوات الأحرار أن تُسمع مقابل أصوات الكراهية، مرعوبة كانت أم خبيثة.