نحن الجمعيات الموقعة أدناه نستنكر ونرفض بشدّة التصريحات التّحريضيّة للسيد كمال خطيب، نائب رئيس الحركة الاسلامية، والمحمومة بالكراهية والعنصريّة والتي حملت العنوان المُسّتفز والمُنفّر "قرف يقرفكوا"، بها يُبدي اشمئزازه من الميول المثلية والمثليين/ات ناعتهم/ن بـ "الشاذين"، بل ويتمادى بتحريض واضح عليهم/ن وعلى كلّ من يُبدي دعمه لخطاب التعدديّة الجنسيّة، متمنياً لهم الشقاء والأمراض والموت.
من المؤسف أن يستغل شخص في موقع مسؤول ومؤثّر كالسيد خطيب منصبه لتأجيج الكراهيّة والعنف تجاه أبناء وبنات شعبه ذوي توجّهات جنسية وجندرية مختلفة، وأصدقاءهم والداعمين لهم. مهما كانت آراء خطيب ومواقفه الشخصيّة أو الحركيّة من المثلية الجنسية، يجب ألّا تحمل تصريحاته هذه الكراهيّة والتحريض. هنالك فرق شاسع بين التعبير عن الرأي حول هذه المواضيع وأخرى، وبين تمنّي الموت والدعاء به لأي فرد أو جماعة أيّا كانت.
نحن ننظر بقلق بالغ لتصريح خطيب هذا، ولِما جاء فيه من عنف تجاه أبناء وبنات شعبنا، وما عقبه من نقاشات عنيفة ومليئة بالتجريح والكراهيّة عبر وسائل التواصل الاجتماعي. مهما كانت أسباب وغايات الزجّ بموضوع المثلية الجنسية مرة تلو الأخرى إلى جانب قضايا أخرى كقضايا المرأة وحقوقها، فلا مبرّر لتناوله بالشكل الذي جاء في التصريح المذكور. هذا الأسلوب مهما كانت دوافعه ومنطلقاته يجب أن يُقابَل بالرَفض والمُحاسبة من قِبل مجتمعنا وهيئاته وقادته.
نحن الناشطين والناشطات في المجتمع المدني الفلسطيني نرى بأن موضوع التعددية الجنسية والمثلية على وجه الخصوص عادة ما يُغيّب، وإذا ما تمّ طرحه فعادةً ما يُطرح من باب الغرابة والاستهجان، أو يوضع في إطار خطاب طبي وأخلاقي ضيّق غير شمولي وغير مسؤول ولا يفي الموضوع حقه، وقد يصل إلى تناوله بالشكل المرفوض كما جاء في التصريح المذكور وما عقبه من مقالات وتعليقات وبيانات. نود أن نؤكّد هنا بأن طرح الموضوع مهم ويجب الاستمرار في طرحه على أجندة المجتمع كما باقي المواضيع كي تتوسّع دائرة المعرفة المتعلقة به. كما ويجب تطويره بشكل شامل ومرتبط بأشكال النضال الأخرى ضد كافة أشكال التمييز في مجتمعنا، من أجل العمل على بناء مجتمع مدني فلسطيني منفتح على أسس وقيم إنسانية نؤمن بها ونسعى بالشراكة بيننا الى تذويتها ومُمارستها، وعلى رأسها قيَم الحرية والانفتاح والعدالة واحترام الحقوق والاختلاف بشكل يتيح للأفراد العيش على نحو منفتح ومتساو، بغض النظر عن الجنسانيّة، الميول والهوية الجنسية أو أي اختلاف آخر عمّا هو سائد.
وبالرغم من الاختلاف في المواقف والتفاوت في جاهزيّتنا كفاعلين في المجتمع المدني الفلسطيني للتعامل مع الموضوع، الا انه بات لا مفر من ذلك، ولا يمكننا على وجه الخصوص وبأي شكل من الأشكال الترويج لإقصاء المثليّين وتعنيفهم أو القبول بذلك. القمع الجنسي على أشكاله المختلفة والذي يُمارس على المثليّين والمثليّات وأصحاب هويات جنسية وجندرية مختلفة، هو غير مقبول اخلاقياً، ويجب دحضه من قِبل مجموعاتنا ومؤسّساتنا ومجتمعنا الفلسطيني ككُل. وقبل هذا كله وخصوصاً في ظل العنف الذي يسود مجتمعنا والمنطقة العربية بشكل عام، علينا جميعاً الابتعاد عن الاقصاء والتهجّم والوعيد والتخويف.
ختاماً، بالرغم من استيائنا من التصريح المذكور وما عقِبه، فإنّنا ننتهز الفرصة لنتوجه بدعوة الى المهتمّين بالأمر للتحاور الموّضوعي والخالي من الاقصاء والكراهية حول موضوع التعدديّة الجنسيّة. كلنا ثقة بقدرة مجتمعنا وأهالينا على الحوار السليم والمتسامح، وإن كان ذلك ليس بالأمر السهل أحيانا لما فيه من ضغوطات شخصيّة واجتماعيّة وأمور قد تبدو متناقِضة لا يمكن الخوض والتفكير بها ومُعايشتها.
الجمعيّات الموقِعة:
اعلام – المركز العربي للحريات الاعلامية والتنمية والبحوث
كيان تنظيم نسوي
جمعية نساء ضد العنف
مركز الدراسات النسوية مدى الكرمل
جمعية الشباب العرب بلدنا
معا اتحاد التنظيمات النسائية العربية في النقب
حملة المركز العربي لتطوير الاعلام الاجتماعي
أصوات – نساء فلسطينيات مثليات
المنتدى العربي لجنسانية الفرد والأسرة
السوار حركة نسوية عربية
ارفض، شعبك بيحميك
جمعية نعم– نساء عربيات في المركز
مركز الطفولة مؤسّسة حضانات الناصرة
القوس للتعدديّة الجنسيّة والجندريّة في المجتمع الفلسطيني
حراك حيفا