نضع بين أيديكنّ/م تقريرنا السنوي للعام الماضي 2019، وإن كانت كلّ أعوامنا متجدّدة وغير عادية، إلّا أن عام 2019 بالتحديد كان علامة فارقة في مسيرتنا وتطوّر عملنا ومؤسستنا، وبالأخص في تعاطي المجتمع الفلسطيني مع قضايا التعددية الجنسيّة والجندريّة ككلّ؛ حيث انكشفنا على جماهير واسعة جدًا من المجتمع الفلسطيني، وانتقلنا من حالة الإنكار والتجاهل المجتمعي لقضايا التعددية الجنسيّة والجندريّة إلى حالة الصدام معها ومواجهتها.

نقدّم لكنّ/م في الجزء الرئيسي من التقرير "الإصرار على الاستمرار" أفكارنا حول استمرار عملنا في عام عاصف كالعام الأخير، والأسئلة التنظيميّة الملحّة التي فرضت نفسها علينا، وكيفية تعاملنا معها. جزء كبير من هذه الأسئلة والإشكالات لم يكن سهلًا مثل العام الذي عشناه، إلّا أننا خضناها بكل ما فيها وما فينا. كتبنا مسبقًا في منصّات ومناسبات مختلفة حول الأحداث التي مررنا بها وقراءتنا لها، إلا أننا في تقريرنا السنوي هذا نطرح قراءة قوسية تنظيمية شاملة للمرّة الأولى.

في الجزء الثاني من التقرير نستعرض لكنّ/م أجدد الإنجازات والخطوات التي حققناها، منها تطوير مشاريع وبرامج سابقة ومنها الجديد الذي سيتطوّر مع التجربة هو الآخر. كبرنا بشكل ملحوظ العام الماضي وحققنا وصولًا كبيرًا في مجالات مختلفة، مثل الآلاف من المتابعين الجدد على منصّات التواصل الاجتماعي ممّن وصلت إليهنّ/م إنتاجاتنا الثقافيّة والفنيّة كالموسيقى والكوميكس، والمئات من المستفيدات/ين من خطّ  الإصغاء والمعلومات من الأشخاص الذين يعيشون توجّهات جنسيّة وجندريّة، ومئات المهنيّات/ين والطلبة والمهتمّات/ين الذين استفادوا من تدريباتنا، وبالطبع عشرات النشطاء الذين قادوا هذا العمل ومرّوا بدورهنّ/م بمسارات تطوير وتعلّم.

وبموازاة هذا التوسّع الضخم في العمل، كان لا بدّ من أن نكبر على المستوى المهني الداخلي، فانضمّ إلى طاقمنا مركّزَيْن جماهيرييَن جدد للعمل مع النشطاء والجمهور في مناطق مختلفة من فلسطين، إضافة إلى مجموعة جديدة من موجّهات/ين المجموعات الشبابيّة، ومجموعة جديدة من متطوّعات/ي الخطّ ، وبدء مسار من إعادة هيكلة وتأهيل لمجموعة المدرّبات/ين.

نشكر كلّ من عاش/ت معنا العام الماضي بكلّ ما فيه، وندعوكنّ/م للاطّ لاع على صفحاته من خلال صفحات هذا التقرير.