عقدت القوس، يوم الثلاثاء الموافق 6/3/2018، يومًا دراسيًا بعنوان "قضايا التعددية الجنسية والجندرية وانعكاساتها في التدخل النفسي" في جمعيّة الهلال الأحمر الفلسطيني في مدينة البيرة. وفاق عدد الحضور في اليوم الدرّاسي سبعين شخصًا، ما بين أخصّائيّين نفسيّين، وأخصّائيين اجتماعيّين، وطلبة علم نفس، ومهنيّين في مجال الصّحة النفسيّة والمجتمعيّة في فلسطين.
تم تنظيم اليوم الدراسي كنشاط مرافعة لمجموعة الأخصائيين الأولى في رام الله والتي عقدت على مدار عام كامل بمرافقة نشطاء من القوس والمستشار التربوي مصطفى شلاعطة. وتخلّل اليوم الدّراسي محاضرات ومداخلات سعت لعرض وتفكيك مصطلحات ومفاهيم أساسية حول التعددية الجنسية والجندرية، واستعراض الجوانب الفردية، العائلية والمجتمعية التي تصقل تجارب أفراد يعيشون توجهات جنسية وجندرية مختلفة، وبالأخص المثليين/ات والمتحولين/ات، وانعكاساتها في سيرورة التدخل النفسي.
وفي إحدى المداخلات التي طرحت بعنوان "المسار الموازي لتعامل العائلة مع المثليّة والتحوّل"، قدّمت الأخصّائيّة النفسيّة والتربويّة هنيدة اسعيد، تجربتها المهنيّة كمعالِجة ممارِسة حول التغيّر الذي طرأ على تعاملها مع قضايا التعدديّة الجنسيّة والجندريّة، من ناحية المصطلحات والمشاعر وحتّى معتقداتها في هذا الخصوص. وتقول اسعيد أنّها استشعرت تفاعلًا إيجابيًا من الحضور، لأنّ مداخلتها كانت قائمة على تجربة حقيقيّة وواقعيّة بالأساس.
وإضافة لذلك، شهد اليوم الدّراسي إطلاق كتيّب "مدخل إلى قضايا التعددية الجنسية والجندرية للمهنيين في مجال الصحة النفسية والمجتمعية" الذي أصدرته القوس مؤخّرًا، حيث استعرضت اللجنة المهنيّة التي رافقت إعداد الكتيّب أهميّة إصدار مادّة معرفيّة كهذه، لعدم وجود مراجع في هذا المجال في اللغة العربيّة، إضافة إلى الشّرعيّة والمصداقيّة المهنيّة التي يحملهما الكتيّب.
( لتحميل الكتيب، اضغطوا هنا )
وعلى صعيد الحضور، أكّد مشرف برنامج الصّحّة النفسيّة في وكالة الغوث الدوليّة (الأونروا)، لؤيّ فواضلة، على أهميّة المضامين التي طرحت في اليوم الدّراسي، وأضاف "نسعى لإدخال هذه الموضوعات كجزء من المعرفة العامّة في عملنا في المخيّمات، إلّا أنّ طريقة فعل ذلك هو تحدٍ لنا، وعلينا التفكير بكيفيّة القيام بذلك". أمّا الأخصّائيّة هديل دلّول من منظّمة الصّحة العالميّة، عرّجت على مدى إمكانيّة نقل المعرفة المتعلّقة بالتعدديّة الجنسيّة والجندريّة إلى المهنيّين العاملين في مواقع حسّاسة ومؤثّرة مثل وزارة الصّحّة الفلسطينيّة.
ونهايةً، أكّدت مركّزة المرافعة وبناء الشراكات في جمعيّة القوس، ماري عزّام، أنّ هذه الخطوة هي نتاج لسنوات عديدة من العمل ومراكمة الخبرة في الحقل، وتأخذ القوس حاليًا مسؤوليّة إتاحة هذه المعرفة للجميع. وبخصوص الخطوات المستقبليّة، ستستمرّ القوس في إنتاج المعرفة العمليّة والنظريّة في هذا المجال، وسترتكز الخطوات القادمة على البناء على الكتيّب، من ناحية تطويره وفتح المجال للملاحظات والنقاش حوله.
لتحميل برنامج اليوم الدراسي، اضغطوا هنا