أنهت القوس يوم السّبت 4/8/2018 المخيّم الأكاديمي الثالث للتعدديّة الجنسيّة والجندريّة، الذي امتدّ لثلاثة أيّام في مدينة بيت جالا تحت عنوان "في العنف: السياسات الجنسيّة ضمن السياق الاستعماريّ في فلسطين".
واتّخذ المخيّم الذي تنظّمه القوس للمرّة الثالثة منذ عام 2014 من "العنف" ثيمةً وموضوعًا لفهم وتحليل السياسات الجنسيّة في السياق الاستعماري، بعد عامين كان العنف –بمختلف أنواعه وأشكاله- في صلب عمل القوس، كحملة "ما اختلفناش" التي أطلقتها القوس العام الماضي حول العنف الذي يتعرّض له أشخاص يعيشون تجارب جنسيّة وجندريّة مختلفة.
وتنوّع برنامج المخيّم على مدار الأيّام الثلاث ما بين مداخلات نظريّة ومفاهيميّة، وشهادات شخصيّة، ومجموعات تعلّم صغيرة للنقاش، إضافة إلى تحليل مواد بصريّة ومقروءة حول موضوع المخيّم. وقدّم المداخلات مجموعة من الباحثين والأكاديميّين من جامعات مختلفة في فلسطين وخارجها، إضافة إلى نشطاء في حراكات ومجموعات متنوّعة حول فلسطين.
(اضغطوا صورة البرنامج أعلاه لرؤيتها بحجم أكبر)
ويقوم على تنظيم المخيّم لجنة أكاديميّة من تخصّصات وخلفيّات معرفيّة متنوّعة، تحرص على أن يخرج المخيّم بمستوى تنظيمي ومعرفي عالٍ، والاهتمام بمناقشة المواضيع الشّائكة دون إهمال الروابط بين الجنساني والعرقي والاقتصادي من جهة، وبين المحلّي والكونيّ من جهة أخرى.
تقول هديل بدارنة من اللجنة الأكاديميّة، والتي قدّمت أيضًا مداخلة بعنوان "الحاقدة والوحش: في تتبّع الشهوة الاقت/ساديّة" حول الدّافع العنفي في الوجدان البشري وعلاقته بالجنساني؛ "ما يميز المخيم الأكاديمي للتعددية الجنسانية والجندرية عمومًا، عدا عن كونه مساحة للتأمل والتباحث، هو سعيه إزالة الحدود الأكاديمية بين النظري والمعاش وإثارة فكر لا يتّخذ الجنسانية موضوعًا فرعيًا للدراسة بل عدسة للتحليل".
أما بخصوص المشاركين الذين حملوا النقاشات إلى مستويات عالية وعميقة، فيقول مجد كارم –وهو باحث وتربوي من اللقدس- أنّ الموضوع بحدّ ذاته شائك ومثير للاهتمام، وتحديدًا الجزء المتعلّق بالشهادات أو التجارب الشخصيّة التي وجد تواصلًا عاليًا معها، كما شجّعه المخيّم على استكمال أو تطوير أفكار للكتابة والبحث، تحديدًا حول موضوع الرّجولة في فلسطين. إلّا أنّه كان يأمل أن يحظى المخيّم بتنوّع جغرافي أكبر من ناحية المشاركين، ما كان سيضيف غنىً وتنوّعًا أكبر له.
وكما هو الحال مع المخيّمات السابقة، حيث تمّ نشر عدد بالشراكة مع مجلّة جدل الصّادرة عن مركز مدى الكرمل، وعدد بالشّراكة مع موقع جدليّة؛ سيُستَكمَل العمل على إنتاج مواد مكتوبة باستلهام من موضوعات ونقاشات المخيّم، يتمّ نشرها على شكل عدد أو مجموعة مقالات في نهاية العام، ويتمّ دعوة الجمهور العام للمساهمة بها.