نظّمت ستّ مؤسسات أهلية فلسطينية، يوم الخميس الموافق 2019/8/1 في ساحة الأسير في مدينة حيفا، وقفة احتجاجيّة تنديدًا بجريمة طعن فتى من بلدة طمرة على خلفيّة هويّته الجنسيّة / الجندريّة، شارك فيها حوالي 200 شخص من أشخاص يعيشون توجهات جنسية وجندرية مختلفة ونشطاء سياسيين ومجتمعيين وعاملين في مؤسسات مجتمع مدني عدّة.
ووصف الكثير من النشطاء هذه الخطوة ب"التاريخية"؛ كونها تقدّم موقفًا علنيًا وواضحًا لشريحة كبيرة من المجتمع المدني الفلسطيني تجاه قضايا التعددية الجنسية والجندرية، إضافة إلى المشاركة الواسعة من أطياف مختلفة من مجتمعنا، ما يشير إلى تغيّر واضح ومرحلة جديدة من التعاطي مع هذه القضايا.
وضمّت المؤسسات التي نظّمت الوقفة ودعت لها القوس للتعددية الجنسية والجندرية في المجتمع الفلسطيني، عدالة: المركز القانوني لحقوق الأقلية القومية في إسرائيل، أصوات- المركز النسْوي الفلسطيني للحريّات الجنسيّة والجندريّة، كيان- تنظيم نسوي، السوار- حركة نسوية عربية، نساء ضد العنف وجمعية الشباب العرب- بلدنا. وجاءت الوقفة بعد بيان استنكار وتنديد بالجريمة وقّع عليه أربعون مؤسسة فلسطينية من مناطق ومجالات مختلفة.
وكان مما جاء في بيان المؤسسات "تؤكد هذه الحادثة أنّ لا مفرّ من أن يأخذ مجتمعنا الدور في التصدي للظاهرة والحماية، إذ لا يخفى على أحد بأنّنا لا يمكننا أن نعوّل على السلطات الإسرائيلية التي عادة ما تعرقل المبادرات والجهود المجتمعية الفلسطينية التي تعمل على الحدّ من هذه الظواهر"، وأضاف "من مسؤوليتنا جميعا: أفراد وعائلات، مؤسسات وقيادات سياسية، أخصائيين نفسيين وإعلاميين أن نتصدى لجميع أشكال العنف والقمع".
وألقى الناشط جول الياس من مؤسسة القوس كلمة جاء فيها "حادثة الطعن اللي صارت يوم الجمعة، ما صارت بمعزل عن جو التحريض والاقصاء وانكار مجتمعنا للاختلاف الجنسي والجندري، ولا بمعزل عن العنف ضد النساء من تحرشات جنسية لاعتداءات، وحتى العنف ضدنا كفلسطينيين—أبناء هاي البلد"، واستكمل "خروج مؤسسات ونشطاء ضد العنف الجندري في هذه الوقفة—اللي ولا مرة صارت—بتعكس تغيير بمواجهة العنف والتصدّي لشرعيته الواسعة ولكن هي فقط الخطوة الأولى بمشوارنا المشترك في بناء مجتمع فلسطيني حصين بفضل كل فئاته".
ويذكر أن جريمة الطعن وقعت بالقرب من ملجأ للشبان المثليين في مدينة تل أبيب في ظهر يوم الجمعة 2019/7/26، ونقلت الضحية على إثرها إلى مستشفى ما زال موجود فيها مع تحسّن في وضعه الصحّي وتقدّم في تعافيه.