بتذكّر انفتح موضوع الدين والمثليّة مع إمّي وأخوي، بَس كنّا نحكي عن الموضوع بشكل عامّ ومش عن حالي. كنت كتير متوتّر، وبعدها قالتلي إمّي: "ليش بتحكي عن المثليّين؟ خايفة تكون منهم". كنت بدّيش أكذب عليها وأحكيلها "لأ"، فحكيت: "ما تخافيش".
كتير بسمع كلام عن شكلي. "هاد شَبّ والّا بنت؟". بتذكّر من وأنا صغيرة كانوا دايمًا ينادوني: "حسن صبي". وأنا ما كنت فاهمة. كنت أفكّر بنادوني هيك عشان أبوي اسمه حسن. فكرت "حسن صبي" يعني حسن الصغير.
اصحابي بفتحو سيرة الزواج، وفِشّ عندي شو أحكي. بيقولوا: "شو ناقصك؛ إيد ولا إِجِر"؟ كأنّه فيه عندي نقص أو في إشي غلط. صرت أتحجّج بالتعليم والشغل، وأهلي يحسّوا إنّه نجاحي الأكاديمي بيعوّض عن الأشياء التانية. بَس بِضلّ الإحساس إنّه لازم حياتي الشخصيّة تلائم توقُّعات الجميع، وغير هيك بَكون ناقص.
فيه ناس عندها إنكار. شاركت عدّة اصحاب وحكيتلهم إنّي مثليّة، ومنهم يحكولي: "لأ! بلا هبل! إنتِ مش هيك". وأنا مش عارفة شو بدّي أردّ. يعني "هيني بحكيلك بشكل كتير صريح وبرضه مش مصدّقة. شو ضلّ أحكي". خلص في ناس صدَّقوا إنّه فش بمجتمعنا مثليّين ومش مستعدّين يسمعوا.
إمّي مرّة صارت تتذكّر إزا صار إشي غلط معها وهي حامل فيّي، وبعدين صارت تسألني إزا حدا تحرّش فيّي وأنا صغير. ضلّت تحاول تلاقي أسباب أو حدا تلومه على مثليّتي. مش عم تستوعب إنّه هيك طبيعتي.
فيه شَبّ بعرفوش منيح عرف إنّي مثلّية، وصار يخرّفني عن طموحه إنّه ينام مع بنتين بنفس الوقت، ويحكي بطريقة كتير جنسيّة، ويسألني إزا عمري نمت مع شَبّ. وأنا بفكّر: "طب وأنا شو دخلني تحكيلي هاد الحكي"؟! يعني افْتَرَض إنّي عشان مثلّية رح أنام مع أيّ حدا، وإنّه حياتي الشخصيّة مشاع بيقدر يتطفّل عليه ويتدخّل فيه.
أهلي بعرفوا إنّي متحوّلة وفاهمين الموضوع. بَس كلّ ما بلبس إشي مش عاجبهم بحكولي "ليش هيك؟". طب ما احنا حاكيين مليون مرّة، وفكّرت تجاوزنا هاي المرحلة. بضطرّ ألاقي وقت وأرجع أشرح من أوّل وجديد.
بتزكّر في المدرسة كانوا الاولاد بعد الترويحة ينادوا: "يا هومو". وأنا أصير أتلفّت حواليّ، وهم يحكولي: "لأ لأ مش إنتا. بنحكي معه هو". هيك اتعرّفت على كلمة "هومو". وبعدين سمعت أبوي بيقول "هومو" عن شباب الحارة. وقتها فهمت إنّه الكلمة مهينة. ما عمره حَدّ ناداني "هومو"، بَس كنت فاهم إنّه مثليّتي إشي سيّئ.
أستاز بالمدرسة كنت كتير أحترمه وأعتبره قدوة. بَس كان يضلّ يقوللي: "شِدّ حنكك"، أو: "شِدّ حالك". وعشان كنت أحترمه صرت أغيّر طريقة كلامي وأحكي بصوت مختلف وأخّبي طبيعتي. وبطّلت أحكي معه براحة زيّ قبل. وبطّلت عن جَدّ مرتاح أعبّر عن نفسي بالمدرسة.
كنّا في المدرسة الإعداديّة. وكانوا الاولاد يتمسخروا على شكلي ولبسي، ويحكولي إنّه صوتي مزعج وضحكتي عالية. حكيت مع المرشدة وقلتلها إنّي كتير متضايقة، وبعدين اعترفتلها إنّي بَحِبّ البنات. راحت اتّصلت على أهلي وقالتلهم يصيروا يلبّسوني "زيّ البنات" ويطوّلوا شَعري عشان ما أطلع ولد.